شهران يفصلان دونالد ترامب عن تولي ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للأربع سنوات القادمة ,ويتساءل محللون عن كيف ستكون سياساته الخارجية تجاه العالم في ولايته الثانية . وحسب صحيفة وال ستريت جورنال , فإن ترامب سيسعى لإنهاء الحرب في العالم .إلا في مايتعلق بإيران فسيشدد الخناق عليها أكثر ويجدد العقوبات الإقتصادية حول تصدير النفط الإيراني وعلاقتها مع البنوك الدولية. حيث أنه ألغى الإتفاق النووي في فترة ولايته الأولى .
حيث سيتجه ترامب إلى الظغط الأقصى في تشديد العقوبات على إيران خاصة بعد أن أثبتت أمريكا رسميا محاولة إيران إغتيال ترامب .
فمن الطبيعي أن يحاول الإنتقام.لكن إلى أي مدى هل يمكن أن يصل إلى مرحلة شن حرب عسكرية مباشرة على إيران وخدمة لإسرائيل في نفس الوقت .
ذلك ما ستثبته الأيام .خاصة بعد حوالي شهرين, حين يتسلم ترامب رسميا السلطة .ويرى ملاحظون أن ترامب سيركز على إستهداف برنامج إيران النووي وتحجيمه. كما سيحد من سيطرة إيران الإقليمية على المنطقة وإضعافها من خلال منعها من تمويل الجماعات المقاومة في المنطقة كالحوثيين وحزب الله وحركة حماس . من خلال إضعافها إقتصاديا وإضعاف نظامها داخليا. وبذلك يجدد ترامب ولائه لإسرائيل . ويجدد علاقاته مع دول الخليج . ويجدد التحالف الصهيوني السني أو العربي الصهيوني لحماية العرب من إيران .
من جهة أخرى ,يرى البعض أن دونالد ترامب سيركز على إنتعاشة الإقتصاد الأمريكي , أكثر من أي وقت مضى .فعلى عكس بايدن الذي حافظ على إنخفاض سعر النفط من خلال سماحه للدول التي عليها عقوبات إقتصادية تصدير النفط كروسيا وإيران وفنزويلا. وبذلك التقليل من سيطرة منظمة الأوبيك على السوق العالمية للنفط. وهو ما أدى إلى تقوية الدولار الأمريكي ,لكن ترامب سيسعى هذه المرة تقوية الدولار الأمريكي أكثر من بايدن والإقتصاد الأمريكي أقوى . حيث سيهتم بتخفيض سعر النفط داخليا في الإنتاج الأمريكي .وبيعه بأسعار مرتفعة لبقية العالم . من خلال حث شركات النفط الأمريكية على التنقيب على النفط في كل دول العالم وإنتاجه وتحقيق الإكتفاء الذاتي الأمريكي بأسعار في متناول المواطن الأمريكي . وتصديره على حسب مزاج الإقتصاد الأمريكي . وما يؤكد أن توجه ترامب سيكون التركيز على تطوير عائدات النفط لأمريكا هو إنسحابه من إتفاقية المناخ في ولايته السابقة التي تنبه من خطورة التنقيب على النفط على المناخ.
السؤال المطروح الان ,هل سيوجه بايدن ضربة لإيران خاصة أنه صرح سابقا أنه إذا حاولت إيران إغتيال ترامب .فإن أمريكيا ستتدخل عسكريا. هل سيوجه ضربة عسكرية لإيران في الشهرين المتبقيين من حكمه. أم أن خروجه من عالم السياسة وخسارة حزبه للإنتخابات أمام ترامب ستغير موقفه. خاصة أنه قد أتم مهمته وقدم كل خدماته لإسرائيل في حربها على غزة ولبنان.
أما بالنسبة لترامب وكما سبق وذكر فإن حربه ستكون إقتصادية قاسية على إيران. ولن تكون عسكرية كما يتوقع الكثير
فترامب لا يستطيع أن يتحمل حربا مباشرة على إيران خاصة وأنها تتحكم في ثلاث جبهات مفتوحة في المنطقة .
خاصة وبعد التصريحات الديلوماسية للرئيس الإيراني ومستشاروه الداعين إلى المفاوضات. وتأكيدهم على عدم رغبتهم في الدخول في أي حرب مع أي بلد سوى الإكتفاء بمبدأ الدفاع عن النفس وإلى جانب إسناد المقاومة .يبقى الأمر معقدا وضبابيا إلى حد تسلم ترامب الحكم خاصة مع تأخر الرد الإيراني الثاني للهجوم الثاني لإسرائيل على إيران .هذا الرد الذي تأخر وأصبح يتأرجح بين ,هل سيكون خلال شهرين في فترة حكم بايدن المتبقية أم سينتظر فترة تسلم ترامب للحكم أو سيتم التراجع عنه من قبل إيران هذا القرار سيحدد طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية في الفترة القادمة.
تعليق